11 كانون الأَوَّل، 1986
اِبنَتي، هَل تَرغبينَ أَنْ تكوني قدِّيسَة؟ لا تخافي؛
(عادَ يسوع إلى موضوعِ الرِّسالةِ السَّابقة.)
ماذا يعني فعلًا أَنْ أَكونَ قدِّيسَة؟
أَنْ تكوني قدِّيسَة، يَعْنِي أَنْ تكوني طاهِرَةً ومُخْلِصَةً كُلِّيًّا لي؛ القداسَةُ هيَ أَنْ تَعمَلي بِحُبٍّ من أَجْلي؛ القداسةُ هيَ أَنْ تُحبِّيني وتَمْكثي بِقربي؛ القداسَةُ هيَ أَنْ تُطيعي القانون؛ القداسةُ هي أَنْ تكوني كما أَنا هو؛
هَل نستطيعُ أَنْ نكونَ قِدِّيسين بالقلبِ فقط؟
نَعم!
أَلَيس القلبُ أَهمَّ مِن الثِّيابِ المقدَّسة؟
نَعم، إنَّ القلبَ هو الأَهَمّ؛ اِبقَي بقُربي، اِبقَي بِقُربي؛ 1 لَستِ بِقُربي كما أَرغَبُ! أَشعرُ أَنَّكِ تَتَهَرَّبينَ مِنّي؛
(بَدا يسوع حزينًا …)
أَنا قدّوس، إذًا أُريدُكِ أَنْ تكوني قِدِّيسة؛
أُريدُ فعلًا أَنْ أَكونَ أَقربَ منكَ!
هَل تَقصِدين ذلك حقًّا؟ هَل تَبْحَثينَ عَنِّي حَقًّا؟
لا تَتَخلَّ عنّي!
أَنا لَنْ أَتَخَلَّى عَنكِ!
أَبدًا؟
أَبدًا! اِبنَتي، لا تَخافي؛ هَل تَخافينَ مِنْ أَنْ يُسَبِّبَ لَكِ الثَّوبُ2 العذابات؟ هيَّا، تَكَلَّمي!
(لقد جَمَّعْتُ كلَّ شجاعتي)
في الحقيقةِ لا أَتَمَسَّكُ حقًّا بارتداءِ الثَّوبِ الرُّهباني، أُحبُّكَ أَيضًا كما أَنا …
أَخيرًا، تَشَجَّعْتِ على قولِ ذلكَ، اِبنَتي! أَنا مسرورٌ منكِ لأَنَّكِ صادِقَة! أَنا، الله، أُحِبُّكِ؛ هَل تعلمينَ أَنَّكِ كنتِ قَد كذَبتِ أَمامَ وَجهي لَو قُلتِ لي العَكسَ؟
(شَعَرتُ بأَنَّ اللهَ سعيدٌ جدًّا، ولَكِنْ كانَ مِنَ الـمُمكِن أَن يكونَ حزينًا مِن النَّتيجَة.)
لَستُ حَزينًا! اِسْمَعيني؛ أُريدُكِ قِدِّيسةً بالقَلبِ، ولَيسَ بالثِّيابِ؛
ما هو الانقِسَام؟ أَلا يُعَدُّ انقِسامًا عَدَمُ ارتِداءِ الثَّوب؟
عبارَة “أَنْ تكوني مُنقَسِمَةً” تعودُ بِنا إلى ما شَرَحتُهُ منذ لَحظَة، لَسنا بِحاجةٍ لارتِداءِ الثِّيابِ المكرَّسةِ لِنَكونَ قِدِّيسين؛ ماذا تَنفعُ الثِّيابُ المكرَّسة عِندَما لا يكونُ القلبُ قِدِّيسًا؟ إنَّها مثلُ الملحِ الَّذي فَقَدَ مَذاقَهُ؛ أُريدُ أَنْ أُعلِّمَكِ أَنْ تكوني أَكثرَ بقُربي؛ أُريدُ أَنْ أُقَرِّبَك مِنِّي؛ اُشْعُري كم أَنَّني أُحِبُّكِ، لا تَخافي مِنِّي، أَنا سَلام؛ أَنا، يسوع، أُرشِدُكِ، أَقودُكِ؛ صَلِّي أَكثَر، وَاعْمَلي مَعي بِهذه الطَّريقة؛ قَوِّي إيمانَكِ بي؛ اِحْتاجي إلَيَّ؛ كوني مُتَيَقِّظَةً لأَنَّ الوقتَ أَصبَحَ قريبًا؛