19 كانون الأَوَّل، 1987

أَنا الحُبّ؛

فاسولا، قُولي لَهم، قُولي لَهم، إنَّ الإخلاصَ سَيَغلبُ الشَّرَّ، والتَّواضعَ سَيُضعِفُ الشَّرَّ، والحُبَّ سَيُزيلُ القِناعَ عَن وَجهِ الشَّيطان؛

(لاحقًا:)

إنَّ مَعبَدَ فاطيما يَدعو إلى التَّكفير! أَيَّتها الخليقة، عُودي إليَّ! أَيَّتها الخليقَةُ تَعالَي وتَعَرَّفي عَليَّ؛ تَعالَي وابتَهِلي إليَّ؛ لا تَعودي بَعدُ إلى الخطيئة؛ آمِني بِي ولا تَشكِّي؛ تَعالَي وتُوبي، تَعالَي وتناوليني؛ كُوني قدِّيسةً، يا فاسولا؛ آه! يا فاسولا، أَعِيدي إليَّ خليقَتي! يا مَذْبَحي! سأَسكبُ فيكِ شعلَتي، وأُضْرمُكِ مِن الحُبّ؛ عَليكِ أَنْ تُفتِّشي عن مَصالِحي وتُمَجِّديني؛ لا تَكوني مِثلَ الَّذين يُفتِّشون عن مَجدِهم وَعَن عَظمتِهم؛

رَبّي، لَقَد قلْتُ وأُكرِّرُ أَنَّني لنْ أُفتِّشَ إلَّا عَن مصالِحِكَ وعَمَّا يُمجِّدُكَ بالأَكثَر، يا رَبّ، خُذْ إرادَتِي. لَقَد اسْتَسلَمتُ.

نَعَم، يا فاسولا، اِروي عَطشي، عامِليني كَمَلكٍ، كرِّميني أَنا، إلَهَكِ؛ لا تَعصيني أَبدًا، قَدِّسي جَسَدَكِ لِتُكرِّمي حُضوري فيكِ؛ تعالَي يا محبوبتي، كلُّ مَستورٍ سَيَظهرُ في النُّور؛ سَتَرفَعُ يَدَاي الإلهيَّتان الحِجابَ وسَأَكْشفُ لَكُم كُلَّ ما كان مَستورًا؛ غَرَبَنْدال هي تَتِمَّةٌ لِفاطيما، ومُلْكي سَيَدومُ إلى الأَبد، لأَنَّني أَنا هو؛ أَنا الأَلفا والأُوميغا؛

يا خَلِيقتي، كَم أُحِبُّكِ! خاصَّتي، أَولادي، أَحبَّائي، تَعالَوا، تَعالَوا بين ذراعيَّ المفتوحتَين؛ عُودوا إلى أَبيكم!

(كان صوتُ اللهِ كلُّه حُبّ. كأَنَّه يتَوسَّل.)

أُحبُّكم؛

اِسْمَعي، يا فاسولا، عِندَما تُصْبحين بين أَبناءِ هابيل خاصَّتي، سأَكونُ أَنا بَينكم؛ سأَهْمسُ في أُذُنِكِ تعالِيمي؛ عندي خبْزٌ أُقدِّمُه؛ إنَّ خُبْزي مقدَّسٌ؛ لم أَسْتَعملْ سوى كمِّيةٍ صغيرَةٍ مَن خَميرِ احتياطي، كانتْ كافيةً لِتَخمير كلّ العَجين، الَّذي أَصبحَ الآن خبزيَ الجَدِيد؛ فَتَخَلَّصوا إذًا، يا أَحبائي، مِن خَميِرِكمُ القَديم، لَقَد فقَدَ مفعولَه؛ تَعالَوا واسْتعمِلوا خَميري الجَدِيد؛ جدِّدُوا جميعُكم أَنفسَكُم إلى خَبْزَةٍ جَدِيدَةٍ طيِّبةِ المذاق والَّتي سَتَجذبُ خرافي وتُغَذِّيها؛كرِّموا خُبْزي الَّذي قدَّسْتُه، خبزَ الإخلاصِ والحقِّ والحُبّ؛ أَحبّائي، دَعوني أَبْتَهِج وليَتَذَوَّقْ خِرافي خُبْزيَ الجَدِيد؛ وزِّعوه فِيما بَيْنكم ولْتَأكلِ الجُموعُ الجائعَةُ حَتّى تَشْبع؛ لنْ تُقْنِعَني حُجَجُ الحكَماء، فَهي لنْ تؤثِّرَ بي، وأَنتِ أَيضًا، يا بُنَيَّتي، لا تَدَعيها تؤثِّر بكِ؛ أَنوي أَنْ أُعيدَ جمْعَ خِرافي المشتَّتةِ، أَنْ أُرْجِعَهم إلى الحُبّ؛

وقِّعي اسمي،